تكاد الذكريات ترتبط بالطعام شيئا كثيرا
التجمعات بما فيها تحمل رائحة الطعام بذكراها
أحيانا يخيل إلي وأنا أستشنق هواء الطفولة الراحل
رائحة ( الرجلة )
أكاد أجزم أنها تسري في دمي بطعمها اللذيذ
هل اللذة تأتي من طعم الأشياء أم من الأجواء التي تصطحبها
أم من الإثنين معا ؟؟
هنا فقط لدي الجواب القاطع أنها تأتي
من الإرادة التي كنا نمضي بها
كنا نجتمع وبنات القرية من مختلف الأعمار
تختلف أعمارنا وتتفق الفكرة
كم نفقد هذه التجمعات كثيرا
نجتمع عند مدخل من مداخل قريتنا نحو الفضاء البعيد ونبدأ بتكوين
خلايا
كل خلية تحمل معها شيئا من الأنس
الرغبة
والرائحة البعيدة التي تشعل فتيل الشوق للإجتماع وللطعم اللذيذ
نبحث عن هذه النبتة الخضراء الصحراوية بشكلها المعروف
لا أعلم حقيقة اسمها العلمي
لكنها تنبت في الصحراء
حين نجدها لندرتها نقف فرحا
لا نبالي بالشوك رغم جراحه
ولا الأرض الرملية التي تبعث فينا
الصحراء بكل جفائها
وعند وقت معين نجتمع في بيت اتفقنا عليه
لنغسلها ونقطعها ونضع عليها الليمون والملح والفلفل
ثم نأكلها
قد يستغرب البعض أكل هذا العناء وهذه الساعات
من أجل أكل نبتة لا يعلم نفعها من ضرها ؟؟؟؟
في الحقيقة إن طعم البحث بنكهة الإجتماع الودود
والضحكات التي تتخطى الأسوار
وتلك الرغبة في سبر هذه الصحراء
هي ما تحمل حلاوة البحث
تبقى الرجلة شجرة أحبها
كإجتماعنا تماما
لعجب أن يكون الطعام في معظم الأحيان سببا لإجتماعنا ؟!